الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{يَوْمَ لا يُغْنِي} فيه {مولى عَنْ مولى شَيْئًا} من الأشيئاء أي لا تنفع القرابة والصداقة والخلّة والسيادة من أي ولي كان {و لا هُمْ} الموالي والرؤساء {يُنْصَرُونَ} 41 أيضا فلا يقدرون على نصرة أنفسهم، ولا دفع العذاب عنهم، فكيف ينفعون غيرهم {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} فلا يخلص من العذاب غير الذين يرحمهم اللّه فإنهم يخلصون ويشفعون لغيرهم أيضا بإذن اللّه لمن يشاء رحمته.راجع الآية 86 من سورة الزخرف المارة {إِنَّهُ هو العَزِيزُ} الغالب على أعدائه {الرَّحِيمُ} 42 بأوليائه.قال تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} 43 مرّ ذكرها في الآية 42 من الصافات فراجعها فهي {طَعامُ الأثيم} 44 في جهنم وهي خاصة بكثيري الاثام كبيري الكفر عامة، وما قيل إنها خاصة في أبي جهل على فرض صحته لا يقيد عمومها وشرابه فيها {كَالْمُهْلِ} در درى الزيت وعكره ووسخه حال حرارته {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ} 45 حال نزوله فيها {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} 46 الماء المتناهي في الحرارة.أخرج الترمذي وقال حديث صحيح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه» أجارنا اللّه ثم يقال لذلك الأثيم بعنف وشدة {خُذُوهُ} جرّوه واسحبوه {فَاعْتِلُوهُ} احملوه وأوقعوه {إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ} 47 وسطها {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ} 48 الماء الشديد الغليان وإضافة العذاب إلى الحميم إضافة مبالغة أي عذابا هو الحميم، وسمي عذابا لعظم حرارته، ثم يقال له على سبيل التبكيت والتحقير {ذُقْ} هذا أحد أنواع العذاب المخصّصة لك {إِنَّكَ} تزعم في الدنيا {أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} 49 عند قومك وتصف نفسك بهاتين الصفتين، ولا تعلم أيها الكافر أن العزيز من أعزه اللّه، لا من أعزته الدنيا بحطامها، والكريم من أكرمه اللّه لا من احترمه الناس لماله أوجاهه أو عشيرته أو رياسته:
|